خلال فترة رئاسته، كان الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات المقبلة، دونالد ترامب، من أبرز منتقدي العملات المشفرة، حيث اعتبرها تهديدًا للاستقرار المالي. في يوليو 2019، غرد ترامب قائلاً: “أنا لست من أنصار البتكوين والعملات المشفرة الأخرى، التي هي ليست أموالاً وتتقلب قيمتها بشدة”. لكن الآن، يبدو أن ترامب قد تحول إلى داعم رئيسي للعملات المشفرة، حيث يدعو إلى أن تصبح الولايات المتحدة “عاصمة العملات المشفرة” العالمية.
مؤخراً، جمعت حملة ترامب تبرعات تتجاوز 4 ملايين دولار من العملات المشفرة، وشارك كمتحدث رئيسي في مؤتمر “بتكوين” السنوي في ناشفيل، حيث عرض سياسات مستقبلية للعملات المشفرة حال عودته إلى البيت الأبيض. شهدت البتكوين خلال فترة رئاسة ترامب ارتفاعًا كبيرًا في قيمتها، حيث بدأت قيمتها بحوالي 1,000 دولار في بداية عام 2017، وارتفعت إلى مستويات تتراوح بين 30,000 و35,000 دولار بنهاية ولايته.
في المقابل، بدأت كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن والمرشحة الديمقراطية المحتملة، في اتخاذ خطوات لمزاحمة ترامب في مجال العملات المشفرة. وفقًا لتقرير صحيفة “فاينانشال تايمز” الصادر في 27 يوليو، قامت حملة هاريس بالتواصل مع شركات التشفير الكبرى مثل كوين بيس وسيركل وريبل لابس. هذه الخطوات تشير إلى محاولة هاريس لجذب أصوات الشباب والمستثمرين في العملات الرقمية، وهي قاعدة انتخابية تتزايد أهميتها.
هذا التحول في مواقف ترامب وهاريس يعكس الأهمية المتزايدة للعملات المشفرة في السياسة الأمريكية. بينما يرى بعض المحللين أن دعم ترامب للعملات المشفرة قد يجذب شريحة واسعة من الشباب والمستثمرين، يشكك آخرون في تأثير التحولات السياسية على أداء سوق العملات المشفرة على المدى الطويل. وفقًا لطارق الرفاعي، الرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، فإن تأثير السياسة على العملات المشفرة قد يكون محدودًا، حيث تبقى العوامل الرئيسية التي تحكم أداء السوق هي العرض والطلب والمضاربة.
بالنسبة لترامب، فإن التحول في موقفه تجاه العملات المشفرة يعكس محاولة جادة لكسب تأييد قاعدة جماهيرية جديدة، بينما تسعى هاريس للالتحاق به في سباق الانتخابات من خلال فتح قنوات الاتصال مع شركات التشفير.
حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع Dailybeirut وارفاقه برابط الخبر.
دايلي بيروت
