أعرب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر عن قلقه من الأوضاع الإنسانية التي تشهدها كوريا الشمالية بسبب الفيضانات الهائلة التي دمرت آلاف المنازل وغطت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وفقا لما ذكره موقع إذاعة “صوت أميركا” الإخباري.
وأوضح الاتحاد الدولي للصليب الأحمر في بيان لموقع “صوت أميركا” الناطق باللغة الكورية: “نحن قلقون للغاية بشأن تأثير الفيضانات ونعمل بشكل وثيق مع جمعية الصليب الأحمر في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لتقييم الوضع”.
وتابع البيان: “مع فتح حدود جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مؤخرا وزيادة التعاون الدولي، فإننا نأمل في إعادة تأسيس الوجود الدولي للاتحاد الدولي للصليب الأحمر” في تلك الدولة.
من جانبه، أكد منسق الأمم المتحدة المقيم في كوريا الشمالية، جو كولومبانو، الخميس، أن المنظمة الأممية على استعداد للعودة إلى البلاد لدعم بيونغ يانغ بينما تتعافى من أضرار الفيضانات. وتابع: “وكذلك من خلال العمل على الصمود على المدى الطويل إذا طلبت الحكومة ذلك”.
وأعادت كوريا الشمالية فتح حدودها في أغسطس 2023 ورفعت التدابير الصارمة لمكافحة الوباء التي تم فرضها منذ عام 2020 والتي منعت جميع الأنشطة عبر الحدود، بما في ذلك المساعدات الإنسانية.
ورغم فتح الحدود لا يوجد عمال إغاثة أجانب في البلاد، كما أن زيارة رئيس منظمة الأغذية والزراعة في يوليو إلى بيونغ يانغ لم تسفر عن أي نتائج ملحوظة بشأن ذلك.
وأعربت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، عن أملها في أن تسمح كوريا الشمالية “قريبا للعاملين الإنسانيين الدوليين بالعودة إلى البلاد”.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: “نواصل دعم الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية الحاسمة لكوريا الشمالية”.
وكانت الولايات المتحدة قدمت مليون دولار كمساعدات إنسانية لكوريا الشمالية في عام 2017 بعد أن ضربها إعصار “ليونروك” خلال العام السابق، مما أدى إلى حدوث فيضانات. لكن الولايات المتحدة لا تقدم حاليا أي مساعدات لبيونغ يانغ.
وبعد أن ضربتها الأمطار الغزيرة منذ الأسبوع الماضي، حشدت كوريا الشمالية مسؤولين وسكان العديد من المقاطعات لإرسال مواد إغاثة مثل الخيام والبطانيات والملابس والإمدادات الطبية إلى المناطق المتضررة من الفيضانات في مقاطعتي بيونغان الشمالية وجاغانغ، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية
وعقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اجتماعا طارئا بعد تفقد المناطق المتضررة من الفيضانات بمقاطعة بيونغان الشمالية، حيث غمرت الأمطار أكثر من 4100 منزل ونحو 3000 هكتار من الأراضي الزراعية بمدينة سينويغو ومقاطعة أويغو التي تقع على الحدود مع الصين، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية، الأربعاء.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، الاثنين، أن مروحيات الجيش الكوري الشمالي أنقذت أكثر من 4300 شخص من المناطق المتضررة بالفيضانات. ولكن كوريا الشمالية لم تقدم تقديرات لعدد القتلى أو الجرحى من جراء الفيضانات المدمرة.
ووفقا لخبراء، تتعرض كوريا الشمالية للفيضانات بسبب الأمطار الغزيرة في الصيف؛ لأن البلاد تفتقر إلى البنية الأساسية المناسبة لدعم الصرف.
واتصلت إذاعة “صوت أميركا” ببعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة وسألت عما إذا كانت البلاد على استعداد لقبول المساعدات الدولية للتعافي من الفيضانات لكنها لم تتلق أي إجابات.
وفي سياق متصل، قالت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية التي تتولى الشؤون بين الكوريتين، الخميس، إن بيونغ يانغ تكبدت، على ما يبدو خسائر بشرية كبيرة.
وذكرت بعض وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أن عدد ضحايا الفيضانات، بما في ذلك القتلى والنازحين، تجاوز 1500 شخص.