منذ القدم، كان البشر يسعون لمعرفة متى بدأت الحياة على سطح الأرض وما هو أصلها. عبر العصور، حاول علماء من مجالات الكيمياء والأحياء والفيزياء وحتى رجال الدين حل هذا اللغز.
متى بدأت الحياة؟
تشير دراسة حديثة أجرتها جامعة كارديف بالمملكة المتحدة إلى أن الحياة المعقدة على الأرض ربما بدأت قبل 1.5 مليار سنة مما كان يعتقد سابقًا. وفقًا للباحثين، الظروف المناسبة للحياة كانت موجودة قبل 2.1 مليار سنة، وذلك استنادًا إلى أدلة عُثر عليها في صخور بالغابون.
الدراسة، التي نشرتها مجلة Precambrian Research، تشير إلى أن اصطدام صفيحتين قاريتين تحت الماء منذ أكثر من ملياري عام نتج عنه إنشاء بيئة غنية بالمغذيات سمحت بتطور الكائنات الحية بشكل معقد. المستويات المرتفعة من الأكسجين والفوسفور الناجمة عن هذا التصادم ربما كانت خطوة ضرورية للانتقال من كائنات وحيدة الخلية إلى أشكال الحياة الأكثر تعقيدًا.
نظريات أصل الحياة
عرف البشر نظريات كثيرة حاول العلماء والباحثون من خلالها الوقوف على أصل الحياة على الأرض، من أبرزها:
- نظرية “الحساء البدائي”:
تعد نظرية “الحساء البدائي” من أكثر النظريات انتشارًا، وتشير إلى أن الحياة نشأت من مركبات عضوية داخل محيط. عالم الأحياء الشهير تشارلز داروين كان أول من خلص إلى أن الحياة يمكن أن تكون قد بدأت داخل “بركة صغيرة دافئة المياه”. تم اختبار هذه النظرية في الخمسينيات من قبل عالما الكيمياء هارولد أوري وستانلي ميلر، حيث قاما بخلق جو بدائي في المختبر وأدخلا شرارات كهربائية لمحاكاة البرق. بعد عدة أيام، تكونت أحماض أمينية تعتبر لبنات أساسية للحياة. - نظرية البانسبيرميا:
تقترح نظرية “البانسبيرميا” أن الحياة على الأرض نشأت خارج الكوكب، بمعنى أن بعض أشكال الحياة أو مكوناتها الأساسية جاءت من الفضاء واستقرت على الأرض. هذه النظرية لم تقدم إجابات واضحة حول موعد وكيفية انتقال هذه المكونات من الفضاء إلى الأرض، لكنها تشير إلى إمكانية أن تكون الحياة جاءت عبر نيزك يحمل كائنات دقيقة. - الحياة بدأت في قاع البحر:
تشير نظرية “الفوهات المائية الحارة” إلى أن الحياة بدأت في قاع المحيط من خلال فوهات تنفث أبخرة حارة غنية بالمعادن. اقترح مايكل راسل أن الفتحات الحرارية المائية توفر الظروف المثالية لتكوين جزيئات عضوية بسيطة، رغم الظروف القاسية المحيطة بها. بعض الكائنات الدقيقة في هذه البيئات تستخدم عملية تُعرف بـ”التخليق الكيميائي”، حيث تصنع غذاءها عن طريق تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى كتلة حيوية باستخدام الطاقة الناجمة عن التفاعلات الكيميائية بدلاً من ضوء الشمس. - الحمض النووي الريبي (RNA):
تقترح نظرية الحمض النووي الريبي أن الحياة على الأرض كانت تعتمد على الحمض النووي الريبي قبل وجود الحمض النووي والبروتينات. يتم تحويل “RNA” المرسال إلى تعليمات تساعد في إنتاج البروتينات، وهي أساسية لبقاء الكائنات الحية. في الثمانينيات، اكتشف عالما الكيمياء توماس تشيك وسيدني ألتمان الخصائص التحفيزية لجزيئات الحمض النووي الريبي. اقترح العلماء أن جزيئات الحمض النووي الريبي القادرة على التكاثر الذاتي وتحفيز التفاعلات البسيطة سبقت الكائنات الحية الحالية.
على الرغم من تقدم الأبحاث وتعدد النظريات حول أصل الحياة على الأرض، يبقى هذا اللغز مفتوحًا للبحث والدراسة. تتنوع الفرضيات من نشأة الحياة في محيطات الأرض إلى قدومها من الفضاء، ما يجعل هذا الموضوع مثيرًا للفضول والاكتشاف المستمر.
حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع Dailybeirut وارفاقه برابط الخبر.
دايلي بيروت