في مؤشر جديد على احتدام المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة Moonshot AI الصينية عن إطلاق نموذجها المتقدم “Kimi K2 Thinking”، والذي تقول الشركة إنه يتفوق — وفق اختبارات داخلية — على كل من GPT-5 من OpenAI وClaude Sonnet 4.5 من Anthropic.
ورغم قدراته المعلنة، فإن ما أثار الانتباه هو تكلفة تطوير النموذج، التي لم تتجاوز 4.6 مليون دولار فقط، مقارنة بتكاليف تُقدَّر بمليارات الدولارات لدى المختبرات الأميركية المنافسة.
قدرات متقدمة في الاستدلال والتخطيط
توضح الشركة، التي تتخذ من بكين مقراً لها، أن النموذج الجديد يتمتع بقدرات تخطيط وتحليل وتنفيذ تمتد عبر مئات الخطوات المتسلسلة، ما يجعله قادراً على التعامل مع مشكلات أكاديمية وعلمية معقدة.
ويعتمد “Kimi K2 Thinking” على بنية Mixture of Experts، أي “مزيج الخبراء”، بحيث تتعاون عدة شبكات فرعية متخصصة لمعالجة المهام، مع قدرة النموذج على:
- التفكير المسبق
- التصحيح الذاتي
- الاستعانة بأدوات خارجية مثل متصفحات الويب أثناء العمل
وتم تدريب النموذج على تريليون معلمة، مستنداً إلى النسخة السابقة التي أُطلقت في يوليو الماضي. كما أتاحته الشركة عبر منصة Hugging Face، في خطوة تشير إلى انفتاح صيني متزايد على النماذج مفتوحة المصدر.
تغيير محتمل لقواعد اللعبة
إذا جرى التحقق من نتائج الشركة بشكل مستقل، فقد يبدّل النموذج الجديد اقتصاديات تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث قد تتمكن شركات ناشئة بموارد منخفضة من منافسة أكبر شركات التكنولوجيا العالمية.
سباق التكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة
يأتي الإعلان بعد التطور اللافت الذي حققته النماذج الصينية خلال العام الجاري، وكان من بينها DeepSeek R1، الذي وُصف بأنه “لحظة سبوتنيك” في الذكاء الاصطناعي الصيني.
التقدم الصيني المتسارع أثار قلقاً أمريكياً واضحاً، حيث قال جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، في تصريحات لصحيفة فاينانشال تايمز:
“الصين ستفوز بسباق الذكاء الاصطناعي.”
وأشار هوانغ إلى أن انخفاض تكلفة الطاقة وتخفيف القيود الحكومية يمنحان الشركات الصينية ميزة تنافسية حاسمة.















