في تصريح أعاد خلط المشهد السياسي في الشرق الأوسط، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران باتت “ترغب بشدة” في التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، مؤكداً أن إدارته “على الأرجح” ستنجح في إبرام صفقة معها قريباً. وجاء كلامه خلال مشاركته في منتدى الأعمال الأميركي–السعودي في واشنطن، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ترامب استغل المناسبة ليؤكد أن الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية في يونيو الماضي “حمَت السعودية والمنطقة”، قائلاً: “أزلنا الغيمة السوداء التي كانت تخيّم على الشرق الأوسط، كانت تُسمّى إيران وقدرتها النووية. وقُمنا بإزالتها بقوة وسرعة”. وأضاف أن تلك القدرات كانت “كارثة حقيقية تعيشها المنطقة منذ سنوات طويلة”.
وفي تعليق بدا موجهاً للقيادة السعودية مباشرة، قال ترامب: “لقد أزلنا عنكم ذلك الخطر… لكن الآن الإيرانيون يريدون صفقة، ويريدون أن يروا إن كان بإمكانهم التوصل لاتفاق معنا، وسنقوم بذلك على الأرجح”.
تصريحات ترامب جاءت بعد يوم واحد من قوله في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة “تتحدث مع طهران”، وإن الإيرانيين “يريدون صفقة معنا”. إلا أن طهران سارعت إلى نفي الأمر بشكل قاطع، إذ أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بغائي قائلاً: “لا توجد أي عملية تفاوض بين إيران والولايات المتحدة”. وأضاف: “لا يوجد أي مبرر منطقي للتحدث مع طرف لا يؤمن بالاحترام المتبادل”.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن بلاده لم تسعَ أبداً لامتلاك سلاح نووي، وتتمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم داخلياً، كما ترفض الشروط الأميركية التي تطالبها بوقف برنامجها الصاروخي والتخلي عن دعم حلفائها في المنطقة.
ورغم إعلان ترامب أن الضربات الأميركية “قضت تماماً” على القدرات النووية الإيرانية، تستمر الأزمة في التفاقم، حيث تؤكد إيران أن برنامجها لا يزال قائماً وأن واشنطن تستخدم “المبالغة السياسية” للضغط عليها.
وبين نفي طهران وتصعيد ترامب، يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت الصفقة فعلاً على وشك الولادة… أم أنها مجرد ورقة ضغط جديدة.














