مع بداية عطلة منتصف الفصل الدراسي، تشهد إسبانيا انطلاق ما يُعرف بـ«موسم السوينغرز»، وهو موسم خاص لعشاق العلاقات المفتوحة والمغامرات الجنسية. ففي جزر الكناري، وتحديدًا في «غران كناريا»، ترتفع الحرارة حرفيًا ومجازيًا، حيث أصبحت الجزيرة مركزًا عالميًا لعشاق التجارب المثيرة بعيدًا عن القيود الاجتماعية.
من الخارج، قد يبدو فندق «لا ميراج» مثل أي وجهة سياحية عادية، لكن خلف أبوابه تختبئ تجربة مختلفة تمامًا — منتجع مخصص للأزواج الراغبين في استكشاف حدود جديدة من المتعة، مع غرف مجهزة بـ«أرجوحات جنسية» ومرايا على الأسقف، وأجواء من الحرية التامة حيث الملابس اختيارية.
جزر الكناري… من الشواطئ العائلية إلى الجنة السرية للسوينغرز
وفقًا لتقارير محلية، يتوافد أكثر من 3.5 مليون بريطاني إلى الجزيرة سنويًا، غير أن نسبة متزايدة منهم تأتي لأسباب غير تقليدية. فبينما تستمتع العائلات بالشواطئ والمطاعم، يتحول «Cita Mall» — وهو مركز تسوق شهير — ليلًا إلى ما يُشبه «مكة لعشاق التبادل الزوجي»، حيث تُغلق المحال التجارية وتُفتح النوادي الخاصة والعروض المثيرة.
يقول أحد الزوار البريطانيين: «يأتي الناس من مختلف أنحاء العالم إلى هنا من أجل التعارف والتجربة. الأجواء منفتحة وآمنة في الوقت نفسه».
فنادق مخصصة للكبار فقط
فندق «SW Paradise» هو الآخر يفتح أبوابه للأزواج فقط، مانعًا دخول الرجال العزّاب للحفاظ على الخصوصية. أما فندق «فينوس» القريب منه فيوفر تجربة أكثر رفاهية، مع جاكوزي وغرف ألعاب جنسية مزوّدة بالأدوات والملحقات. وتوضح إحدى العاملات: «لدينا قاعدة واحدة فقط: لا يُسمح بممارسة الجنس في المسبح أو الجاكوزي».
اللافت أن معظم رواد هذه المنتجعات هم من الفئة العمرية ما بين الأربعين والخمسين عامًا، ما يدل على أن هذه التجارب لم تعد حكرًا على الشباب. كما أن البريطانيين يشكلون النسبة الأكبر من الزوار، يليهم الاسكندنافيون والهولنديون.
من الفانتازيا إلى السياحة الجنسية المنظمة
لم تقتصر الظاهرة على جزر الكناري فقط، إذ انتشرت النوادي والفنادق المماثلة في مناطق مثل «ماربيا»، حيث يوجد «Wicked Club»، وهو نادٍ خاص تُديره النساء بالكامل، ويقدم مزيجًا من الفخامة والإثارة مع جلسات استرخاء وسهرات راقية.
كما تشهد البلاد رواجًا في ما يُعرف بـ«السياحة الجنسية الراقية»، مع مؤسسات مثل «SHA Wellness Clinic» التي تقدم علاجات وتجارب مرتبطة بالرفاهية الحسية وتجديد الحياة الجنسية للنساء.
بين الحرية والحدود
ورغم الانتقادات التي يوجهها المحافظون لهذه الظاهرة، يرى آخرون أن ما يحدث هو جزء من ثقافة الانفتاح الأوروبية التي تربط المتعة بالحرية الشخصية. فإسبانيا، التي كانت يومًا وجهة عائلية تقليدية، أصبحت اليوم أيضًا عاصمة المتعة للكبار الباحثين عن مغامرات خارج المألوف.
ومع ارتفاع الطلب على هذه التجارب، يبدو أن موسم «السوينغرز» سيبقى جزءًا من مشهد السياحة الإسبانية الحديثة — حيث تجتمع الشمس، البحر، والجرأة في مزيج واحد.
هل تعتقد أن هذا النوع من السياحة يعكس انفتاحًا صحيًا أم تجاوزًا للحدود الأخلاقية؟ شاركنا رأيك، وما الموضوع الذي ترغب أن نطرحه في المقال القادم؟
