الذكاء الاصطناعي يدخل قاعة الزواج: وعود جاهزة… ومشاعر ناقصة! فهل فقدت الوعود روحها؟

عروس تهرب من زفافها بعد اكتشاف صادم: وعود العريس كتبها الذكاء الاصطناعي!

في السنوات الأخيرة، صارت لحظات الزواج أكثر تعقيدًا مما كانت عليه. لم يعد الأمر مجرد تبادل خواتم وابتسامات أمام الأهل، ولا حتى مجرد كلمات نابعة من القلب. اليوم، هناك جيل كامل من العرسان يلجأ للذكاء الاصطناعي كي يكتب وعود الحب بدلًا عنهم. فكرة كانت تُعتبر غريبة قبل سنوات قليلة، لكنها أصبحت الآن جزءًا من “ترند” عالمي يتصاعد بهدوء.

تقرير جديد من منصة The Knot يكشف أن أكثر من ثلث المقبلين على الزواج صاروا يعتمدون على الذكاء الاصطناعي، ليس فقط في ترتيب الحفل، بل حتى في كتابة الوعود التي يُفترض أنها الأكثر صدقًا وحميمية في علاقتهم. المواقع المخصّصة لصناعة الوعود أصبحت كثيرة وسهلة، تطلب فقط بعض المعلومات الأساسية: كيف تعرّفتم، ما الذي تحبانه، وما الذي يجمعكما… وبعدها بثوانٍ، تحصلين على نص جاهز، مرتب، وأنيق — لكن غالبًا بلا روح.

ورغم جاذبية هذه السهولة، انفجرت نقاشات واسعة على الإنترنت بعد قصة تداولها روّاد Reddit عن عروس اكتشفت في آخر لحظة أن عريسها استخدم الذكاء الاصطناعي لكتابة وعوده. فتركت الحفل وغادرت، لكن ردود الأفعال كانت واضحة: كثير من الناس رأوا أن استخدام الذكاء الاصطناعي سرًا هو علامة على غياب الجهد، وربما غياب الشعور نفسه.

لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا. خبراء العلاقات يرون أن المشكلة ليست في الأدوات نفسها، بل في الطريقة التي تُستخدم بها. الكاتبة والمُحتفِلة البريطانية إليانور ويلووك تقول إنها ترى وعودًا مكتوبة بمساعدة الذكاء الاصطناعي كل عام، لكنها لا تعارض الفكرة تمامًا. من وجهة نظرها، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كـ مساعد، لكن لا يجب أن يتحوّل إلى كاتب وحيد. الروح يجب أن تبقى بشرية، واللمسات الخاصة يجب أن تأتي من القلب وليس من خوارزمية.

أما خبراء العلاقات فيشيرون إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في السرية. إذا لم يعرف الطرف الآخر أن الذكاء الاصطناعي شارك في كتابة الوعود، فالمسألة قد تتحول إلى شرخ في الثقة. ليس لأن الكلام غير جميل، بل لأن الحقيقة كانت مخفية.

مع ذلك، لا أحد ينكر أن كتابة الوعود مهمة مرهقة. الوقوف أمام جمهور والتعبير عن كل الحب والإخلاص في دقائق معدودة أمر يخيف الكثيرين. ولهذا، قد يكون الذكاء الاصطناعي بداية جيدة — مسودة أولى، نقطة انطلاق، طريقة لتخفيف التوتر. لكن النسخة النهائية؟ يجب أن تُكتب بصوتك، بذكرياتك أنت، بأخطائك الصغيرة، بضحكتكما الخاصة التي لا يعرفها أحد سواكما.

لأن الوعود ليست مجرد كلمات تُسمع في يوم الزواج… إنها الذكريات التي سترافقكما في كل خيبة، وكل صلح، وكل لحظة تحتاجان فيها لتذكّر لماذا اخترتما بعضكما في المقام الأول.

حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع Dailybeirut وارفاقه برابط الخبر.

اقرأ أيضا