عادة بسيطة تُشعل الرغبة الجنسية… سرّ يعيد للمرأة شرارة الشهوة المفقودة

في وقت تعاني فيه واحدة من كل ثلاث نساء بين سنّ 30 و59 عامًا من تراجع الرغبة الجنسية، يكشف علماء كندا عن خطوة واحدة فقط يمكن أن تُعيد الدفء والحميمية إلى حياة المرأة… وأكثر مما تتخيّل.
والسرّ، كما تشير دراسة امتدّت لما يقارب 10 سنوات، يكمن في إعادة الاتصال بالجسد عبر اليقظة الذهنية.

الباحثون من جامعة كوينز وجامعة كولومبيا البريطانية وجامعة أوتاوا اختبروا منذ عام 2015 ما إذا كان العلاج المعرفي القائم على اليقظة (MBCT) أو التثقيف الجنسي الداعم أكثر فاعلية في علاج انخفاض الرغبة والإثارة لدى النساء.
وشاركت 148 امرأة يعانين من اضطراب الرغبة/الإثارة الجنسية في برنامج مكثف لمدة 8 أسابيع، تلاه تقييم داخل المختبر لردودهن العاطفية والذهنية والجسدية خلال مشاهدة فيلم مثير.

وخلصت الدراسة إلى أن كلا المجموعتين حققتا تحسنًا، لكن نتائج اليقظة الذهنية كانت أكثر وضوحًا.
وكتب الباحثون:

“العلاج باليقظة زاد من التوافق الجنسي — أي العلاقة بين الاستجابة الجسدية والإثارة — بدرجة أعلى، وهذه الزيادة تنبأت بانخفاض الضيق الجنسي طوال فترة العلاج.”

لماذا يزيد الوعي بالجسد الرغبة؟

المدربة الأسترالية المعتمدة للعلاقات والحميمية كلوي ماسكورد، التي تعمل على مساعدة النساء في اكتشاف رغباتهن والتعبير عنها، تؤكد وجود رابط مباشر بين الوعي بالجسد وارتفاع الرغبة الجنسية.

وتقول:
“اليقظة تجعل النساء يشعرن بأجسادهن أكثر… ومن هنا يستطيعن التقاط إشارات الإثارة، ما ينعكس داخليًا على المتعة والاستجابة. وبشكل طبيعي تبدأ الرغبة بالارتفاع.”

أسباب انخفاض الرغبة… أكثر مما نتوقع

تشرح ماسكورد أن انخفاض الرغبة قد ينتج عن عوامل جسدية ونفسية وأخرى حياتية، مثل:

  • سنّ ما قبل وانقطاع الطمث (حيث نصف النساء يعانين من تراجع الرغبة)
  • الأمراض المزمنة
  • الأدوية
  • التوتر، الاكتئاب، القلق
  • الصورة السلبية عن الجسد
  • الصدمات السابقة
  • سوء النوم، الكحول، التدخين، وقلة الحركة

وتضيف:
“إذا كنا متوترين أو غير متصالحين مع أجسادنا، سنصل إلى اللحظة الحميمة بلا اتصال حقيقي… اليقظة تعيدنا إلى الحاضر وتمنحنا ثقة أكبر.”

التثقيف الجنسي… جزء من الحل

تشير ماسكورد إلى أن كثيرات من النساء لم ينظرن حتى إلى الفرج الخاص بهن ولو مرة واحدة، ما يجعل كل شيء “مجهولًا ومليئًا بالمحظورات”.
وتقول إن التوعية الجنسية تساعد على:

  • فهم الجسد
  • قبول الشكل الطبيعي للأعضاء التناسلية
  • إزالة المخاوف والأفكار الخاطئة
  • اكتشاف العوائق الجنسية غير المرئية

اليقظة ليست علاجًا لكل شيء

تحذّر ماسكورد من أن اليقظة لا يمكنها إصلاح المشاكل العالقة داخل العلاقة.
فإذا كان هناك خلافات أو جروح عاطفية لم تُحلّ، فإن “أفضل تقنيات اليقظة لن تُحدِث فرقًا.”

كيف نمارس اليقظة لرفع الرغبة؟

توصي الخبيرة بإدخال عادات صغيرة تتحول إلى طقوس يومية، مثل:

1. اللعب والاستكشاف
العودة إلى روح الطفولة: أنشطة جديدة، هوايات جديدة، تجارب لم تُجرّب من قبل.
“كل تجربة جديدة تجبر الدماغ على التركيز… وهذا يعيدك للحظة بكل حواسك.”

2. اليقظة المشتركة مع الشريك
استكشاف نشاط جديد معًا يعيد الفضول ويشعل الشرارة.

3. الأكل الواعي
تناول الطعام من دون مشتتات.

4. التنفس والتأمل
تعزيز الهدوء الداخلي والاستجابة الجسدية.

5. الاستمناء الواعي
تخصيص وقت خاص، بعيدًا عن الضغط والروتين، لتجربة المتعة بوعي كامل:
“هذا يساعد على التعرف إلى ما يثيرك فعلًا… ويُعمّق علاقتك بنفسك.”

حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع Dailybeirut وارفاقه برابط الخبر.

اقرأ أيضا