قد نميل إلى اعتبار الرغبة الجنسية مجرد جانب من جوانب الحياة الحميمة، لكن الطبيبة الأمريكية جيسيكا شيبرد تطرح منظورًا مختلفًا تمامًا: انخفاض الإثارة قد يكون إشارة طبية خطيرة، لا تقل أهمية عن الحرارة أو ضغط الدم أو النبض أو التنفس.

توضح الطبيبة في حديثها مع صحيفة The Post أن الرغبة الجنسية هي حاجة بيولوجية نابعة من تفاعل معقّد بين الدماغ والجسم، وتشير إلى أن التغيرات في شدّتها يمكن أن تعكس اضطرابات داخلية أعمق. وقد دعمت هذه الرؤية دراسة نُشرت في مجلة PLOS One كشفت أن الرجال الذين يعانون من ضعف في الرغبة الجنسية معرضون لخطر الوفاة المبكرة بنسبة تقارب الضعف مقارنةً بغيرهم.
وترى شيبرد أن انخفاض الرغبة لا يجب التعامل معه باستخفاف، بل كعرض يجب متابعته وعلاجه، لأن أسبابه قد تكون جسدية أو نفسية. فالاضطرابات الهرمونية، والسكري، وأمراض القلب، والسمنة، ومتلازمة توقف التنفس أثناء النوم، وحتى الاكتئاب والقلق، كلها قد تضعف الرغبة الجنسية بشكل حاد.

أما عندما يستمر غياب الإثارة لأكثر من ستة أشهر متتالية دون تفسير طبي واضح أو تأثير من أدوية معينة، فيُصنَّف ذلك كـاضطراب في الرغبة الجنسية المنخفضة (HSDD)، وهو حالة تستدعي تدخلاً علاجياً فورياً.

تضيف الطبيبة أن معالجة انخفاض الرغبة الجنسية لا تتعلق فقط بالحياة الحميمة، بل باستعادة التوازن الصحي العام. فالإثارة ليست ترفاً عاطفياً، بل مؤشّر على أن الجسد والعقل يعملان بتناغم.

ومع تزايد الوعي حول العلاقة بين الصحة الجسدية والنفسية، تبرز دعوة جديدة في عالم الطب:
هل حان الوقت فعلاً لاعتبار الإثارة الجنسية المؤشّر الحيوي الخامس؟















