مأساة جفاف تحول الحياة إلى كابوس.. اختفاء بحيرة أرجنتينية 

تواجه بحيرة كولهوي هوابي في الأرجنتين، التي كانت تُعتبر شريان الحياة للمزارعين والسكان المحليين، تحديات خطيرة بسبب الجفاف وسوء الإدارة، مما حولها إلى مستنقع من الغبار بعد سنوات من الازدهار.

تغطي هذه البحيرة الشاسعة مساحة تعادل مدينة نيويورك، حيث تصل إلى 800 كيلومتر مربع، وكانت مصدرًا أساسيًا للمياه لعقود. ومع انكماش أكثر من نصف بحيرات العالم، وفقًا لدراسة صدرت في 2023، يسعى سكان حوض نهر سنجير منذ سنوات للبحث عن حلول للتصحر المتزايد. وتشير التوقعات المناخية إلى أن إمدادات المياه تواجه تهديدات متعددة.

وفقًا لصحيفة “الغارديان”، يُعزى فقدان بحيرة كولهوي هوابي إلى تاريخ طويل من القرارات الإدارية غير الناجحة التي تهدف لحماية مستويات المياه في بحيرة موستيرز، الخزان الحيوي للمنطقة. ففي الحوض العلوي، يتم تحويل المياه من نهر سنجير إلى الحقول الفيضانية، مما يُسهم في إنشاء مروج رطبة للماشية، وهي ممارسة يعتمد عليها العديد من مربي الماشية.

أما في الحوض السفلي، فإن بحيرة موستيرز تحتفظ بمخزون من المياه التي تتعرض للتبخر بسبب أشعة الشمس الحارقة والرياح العاتية، حيث تُنقل المياه عبر القنوات إلى مدن ساحلية مثل كومودور وريفادافيا ورادا تيلي وكاليتا أوليفيا.

يعتمد أكثر من 500 ألف شخص في هذه المناطق على مياه حوض نهر سنجير، مع تزايد الضغط بسبب زيادة عدد السكان. أويس كروجر، البالغ من العمر 78 عامًا، يعبر عن حزنه بالقول إن مياه البحيرة الزرقاء كانت توفر ملاذًا من الجفاف وحرارة الصيف، وتغذي آلاف الأغنام التي تربيها أسرته. ويضيف: “كنا نبحر ونصطاد، ولكن الأمور تغيرت كثيرًا”.

مع تسارع التغير البيئي، وصلت البحيرة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1999 في 5 أبريل 2022، ولا يبدو أن الوضع سيتحسن قريبًا.

اقرأ أيضا