نساء يتركن أزواجهن لاكتشاف رغباتهن الجنسية الحقيقية

في ظاهرة آخذة بالاتساع في المجتمعات الغربية، تتزايد أعداد النساء اللاتي يقررن الانفصال عن أزواجهن لاكتشاف هوياتهن ورغباتهن الجنسية بعيدًا عن القيود الاجتماعية والتوقعات التقليدية. قصة بيانكا إمدي، البالغة من العمر 28 عامًا، ليست إلا مثالًا صارخًا على هذا التحول العميق في نظرة النساء إلى الذات والحب والحرية.

كانت بيانكا تعيش حياة مثالية ظاهريًا — منزل جميل، زوج محب، ووظيفة مرموقة — إلى أن بدأت رحلة اكتشاف الذات بعد توقفها عن تناول حبوب منع الحمل. فجأة شعرت بتغيّر في جسدها وطاقتها ورغباتها. تقول: “كنت أشعر كأن ستارًا أزيح عني، وبدأت أرى من أنا حقًا.” ومع مرور الوقت، بدأت رغبتها تجاه النساء تنمو حتى قررت إنهاء زواجها والانطلاق في علاقة جديدة كشفت لها ميولها الحقيقية.

هذه القصة ليست حالة فردية، بل جزء من ما تسميه الأخصائية النفسية فرانكي باشان بـ “ثورة الاستكشاف الجنسي النسائي”. وتضيف: “لم يصبح عدد النساء أكثر انفتاحًا جنسيًا فجأة، بل أصبحن يشعرن بأمان كافٍ ليقلن الحقيقة.”

التحرر من التوقعات الاجتماعية

تُبرز دراسات مثل التي أجرتها الدكتورة ليزا دايموند، مؤلفة كتاب المرونة الجنسية: فهم حب ورغبة النساء، أن النساء مع تقدم العمر يكتسبن وعيًا أكبر بذواتهن، ويبدأن بمساءلة ما تم تلقينهن منذ الصغر حول الدور “المثالي” للمرأة في الزواج. تقول دايموند: “النساء يُربّين على قمع رغبتهن الجنسية وتقديم سعادة الآخرين على سعادتهن، وعندما يتحررن من هذا الإطار، يحدث الانفجار الداخلي.”

من الصمت إلى الاعتراف

قصص مثل قصة تايلور ستريكر — التي ظنت لسنوات أنها لا تشتهي الجنس — تبيّن حجم تأثير التوقعات الثقافية في تشكيل الوعي الجنسي للمرأة. بعد طلاقها، اكتشفت تايلور أن مشكلتها لم تكن في الرغبة، بل في أنها لم تختبر العلاقة الصحيحة. وتقول بعد أول تجربة مع امرأة: “لأول مرة فهمت لماذا يحب الناس الجنس.”

أما إيما، الكاتبة الأربعينية وأم لطفلين، فترى أن أصعب ما في القرار لم يكن إدراكها للتعاسة، بل الإقدام على خطوة الانفصال. “كيف أدمّر أسرتي؟” كانت تسأل نفسها، قبل أن تكتشف أن التضحية المستمرة من أجل الآخرين لا يمكن أن تكون طريقًا للسعادة. وتضيف: “أدركت أنني لا أريد أن ترى ابنتي هذا النموذج من النساء اللواتي يلغين أنفسهن.”

بين الخوف والحرية

الكثير من النساء اللاتي قررن اكتشاف ميولهن لاحقًا في الحياة تحدثن عن الوحدة والارتباك في البداية، إذ لا تتوافر مساحات آمنة أو منصات داعمة لهن. تقول بيانكا: “لم أكن أعرف أحدًا مرّ بالتجربة ذاتها، ولم أجد محتوى يساعدني. شعرت بالعزلة، رغم أن الكثيرات يعشن الشيء نفسه في الخفاء.”

بداية مرحلة جديدة من الصراحة

يرى الخبراء أن هذه الظاهرة ليست “موضة”، بل انعكاس لوعي متنامٍ بحقوق الجسد والرغبة لدى النساء. ويقول باشان: “لقد بدأنا نشهد تمردًا ناعمًا على الصمت الذي فرضته المجتمعات لعقود. النساء اليوم يختبرن، يتحدثن، ويعرفن أن السعادة لا تُقاس بالالتزام بمعايير الآخرين.”

ومع ارتفاع أصوات النساء اللاتي يروين قصصهن بجرأة، يبدو أن هذه الموجة من التحرر العاطفي والجسدي ليست سوى بداية لمرحلة جديدة في فهم العلاقة بين الهوية والميول والحب.

حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع Dailybeirut وارفاقه برابط الخبر.

اقرأ أيضا