في وقت تتلاحق فيه الضغوط اليومية بين العمل والمنزل والعائلة، يبقى سؤال واحد يهمس في ذهن الكثيرين: هل ممارسة الجنس مرة واحدة في الأسبوع تكفي… أم أنها أقل مما يحتاجه الجسد والعلاقة؟ بعيداً عن المبالغة والتوقعات، جاءت دراسات واسعة لتكشف الصورة الحقيقية لما يحدث داخل غرف النوم، وبأرقام دقيقة قد تُفاجئ البعض.
دراسة بريطانية شملت 1935 رجلاً وامرأة بين 16 و60 عاماً، أجرتها وكالة Mintel، حاولت تحديد المتوسط الفعلي للنشاط الجنسي لدى “الشخص العادي”. ورغم أن المقارنات قد تكون مضللة أحياناً، إلا أن معرفة معدل الآخرين يساعد في فهم أين نقف بالضبط من حياتنا الجنسية.
النتائج أظهرت أن واحداً من كل خمسة أشخاص يمارس الجنس ما بين مرة إلى أربع مرات أسبوعياً. وفي المقابل، 3% فقط قالوا إنهم يمارسون الجنس يومياً، وهي نسبة صغيرة تكشف أن الوتيرة العالية ليست شائعة كما يظن البعض.
الأمر لا يتوقف هنا. فبحسب الدراسة نفسها، يقوم الإنسان طوال حياته بممارسة الجنس بمعدل 5778 مرة، ويقضي خلالها حوالي 2808 ساعات في “صنع الحب”. وعلى اتساع العمر، لا تشكّل هذه الساعات سوى 0.45% فقط من حياتنا… أي 117 يوماً من الولادة حتى آخر يوم في العمر. وهذه الأرقام تضع كثيراً من الادعاءات تحت الضوء، خصوصاً تلك التي يميل بعض الرجال إلى المبالغة فيها.
وفي دراسة ثانية من معهد كينزي الشهير (Kinsey Institute)، جاءت تفاصيل أكثر دقة حول ما يُعتَبر “متوسطاً طبيعياً” للحياة الجنسية حسب العمر. الأشخاص بين 18 و29 عاماً يمارسون الجنس بمتوسط 112 مرة في السنة، أي تقريباً مرتين أسبوعياً. أما الفئة بين 30 و39 عاماً، فتنخفض وتيرتهم إلى 86 مرة سنوياً، أي 1.6 مرة أسبوعياً، ما يوازي أيضاً نحو مرتين أسبوعياً.
ومع التقدم في العمر، يبدأ المنحنى بالنزول بشكل أوضح. فالأشخاص بين 40 و49 عاماً يمارسون الجنس أقل من مرة أسبوعياً في المتوسط. أما بعد سن الخمسين، فتشير دراسة من جامعة مانشستر إلى أن كثيرين يواجهون صعوبة في الحفاظ على حياة جنسية مرضية بسبب الأمراض المزمنة وتأثيراتها المباشرة على الرغبة والقدرة.
وبهذه الأرقام، يبدو أن ممارسة الجنس مرة واحدة في الأسبوع قد تكون للبعض قليلة، ولآخرين كافية تماماً، وفق إيقاع الحياة والعمر والصحة. فلا “رقم صحيح” واحد يناسب الجميع… بل علاقة تحتاج انسجاماً أكثر مما تحتاج جدولاً زمنياً.














