أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ماستريخت الهولندية أن الفول السوداني ليس مجرد وجبة خفيفة، بل يمكن أن يعزز وظائف الدماغ والذاكرة، خصوصًا لدى كبار السن الأصحاء.
تدفق الدم إلى الدماغ وتحسين الذاكرة
أوضحت الدراسة أن تناول حوالي 60 حبة فول سوداني غير مملحة ومحمصة بقشرها يوميًا لمدة أربعة أشهر ساهم في زيادة تدفق الدم إلى الفصين الأمامي والصدغي بنسبة 3.6%، وهو ما يعرف بـ”تدفق الدم الدماغي الشامل”، ما أدى إلى تحسن الذاكرة بنسبة 5.8%. كما لاحظ الباحثون انخفاض ضغط الدم لدى 31 من كبار السن المشاركين.
وأشار الدكتور بيتر جوريس، الأستاذ المشارك في قسم التغذية وعلوم الحركة، إلى أن:
“تدفق الدم الدماغي مؤشّر فسيولوجي مهم لوظيفة الأوعية الدموية، ويعكس كمية الدم التي تصل إلى الدماغ ناقلة الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لصحة الدماغ”.
آلية التأثير الغذائية
تفسّر الدراسة تأثير الفول السوداني على الدماغ بعدة عوامل:
- حمض أميني إل-أرجينين: يلعب دورًا في توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم الدماغي.
- الأحماض الدهنية غير المشبعة: تساعد على تعزيز وظائف القلب والأوعية الدموية، وبالتالي صحة الدماغ.
- الألياف ومضادات الأكسدة: خاصة الموجودة في قشرة الفول السوداني، مثل مركب ريسفيراترول، الذي يُعزز تدفق الدم في قشرة الفص الجبهي أثناء المهام المعرفية.
دراسات سابقة تدعم النتائج
سبق أن أظهرت أبحاث الفريق أن تناول مكسرات الصويا أو المكسرات المشكلة لمدة 16 أسبوعًا يزيد تدفق الدم إلى الدماغ، لكن الدراسة الحالية سجلت زيادات ملحوظة في تدفق الدم الدماغي الشامل والمادة الرمادية، وهو مؤشر على تحسن شامل لصحة الأوعية الدموية في الدماغ، خاصة مع التقدم في العمر حيث ينخفض تدفق الدم الدماغي بنسبة 0.37% سنويًا.
خلاصة النتائج
تشير الدراسة إلى أن الفول السوداني المحمص بقشرته يمكن أن يكون وسيلة طبيعية لتعزيز صحة الدماغ وتحسين الذاكرة، بفضل تضافر العناصر الغذائية الأساسية فيه، مما يجعله خيارًا مثاليًا للوجبات الخفيفة اليومية، مع فوائد محتملة لتقليل خطر الخرف وتحسين الأداء الإدراكي على المدى الطويل.













