fbpx
مايو 15, 2024 11:14 ص
Search
Close this search box.

اعتداء جنسي ثم قتل.. تفاصيل “سرية” عن اللحظات الأخيرة لناشطة إيرانية

في إطار العنف المتزايد ضد النساء في إيران على يد السلطات الأمنية، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تعرض مراهقة إيرانية للاعتداء الجنسي والقتل على يد ثلاثة رجال يعملون في قوات الأمن الإيرانية، حسبما ورد في وثيقة مسربة يُعتقد أن القوات الأمنية كتبتها.

وذكرت “بي بي سي” أن هذه الوثيقة أتاحت لها رسم خارطة لما حدث للمراهقة نيكا شاكارامي، البالغة من العمر 16 عامًا، والتي اختفت من الاحتجاجات المناهضة للنظام في عام 2022، ثم تم العثور على جثتها بعد تسعة أيام، وزعمت الحكومة أنها انتحرت.

ووفقا لـ”بي بي سي”، يلخص التقرير، الذي يحمل علامة “سري للغاية”، جلسة استماع بشأن قضية شاكارامي عقدها الحرس الثوري، وهو القوة الأمنية التي تدافع عن النظام الحاكم في إيران. ويتضمن ما يقول إنه أسماء الأشخاص الذين قتلوها وكبار القادة الذين حاولوا إخفاء الحقيقة.

كما تحتوي الوثيقة، بحسب “بي بي سي”، على تفاصيل “مزعجة” للأحداث التي وقعت في الجزء الخلفي من شاحنة سرية حيث كانت قوات الأمن تقيد شاكارامي.

وتلك الأحداث، حسبما أوضحت “بي بي سي”، تشمل قيام أحد الرجال بالتحرش الجنسي بها أثناء جلوسه عليها، ورغم تقييد يديها، إلا أنها قاومت بالركل والسب، ما دفع الرجال إلى ضربها بالهراوات.

وأكدت “بي بي سي” أنه بسبب وجود العديد من الوثائق الإيرانية المزيفة المتداولة على أنها رسمية، أمضت الهيئة البريطانية شهورًا في التحقق من كل التفاصيل من مصادر متعددة.

وتحدثت “بي بي سي” عن بداية الأحداث مع شاكارامي التي انتشرت أخبار اختفائها ووفاتها على نطاق واسع، وأصبحت صورتها مرادفة لنضال النساء في إيران من أجل المزيد من الحريات. وذكرت الهيئة أنه مع انتشار احتجاجات الشوارع في جميع أنحاء إيران في خريف عام 2022، هتف الحشود الغاضبة باسم شاكارامي للتعبير عن رفض القواعد الصارمة التي تفرضها البلاد بشأن الحجاب الإلزامي.

وكانت حركة “المرأة والحياة والحرية” قد انطلقت بعد أيام فقط من وفاة ماهسا أميني، 22 عامًا، والتي ذكرت بعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة أنها تُوفيت متأثرة بجراح أصيبت بها أثناء احتجازها لدى الشرطة، بعد اتهامها بعدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح، بحسب “بي بي سي”.

وفي حالة شاكارامي، عثرت عائلتها على جثتها في مشرحة بعد أكثر من أسبوع من اختفائها خلال الاحتجاج. لكن السلطات الإيرانية نفت أن تكون وفاتها مرتبطة بالمظاهرة، وقالت، بعد إجراء تحقيقاتها الخاصة، إنها ماتت منتحرة.

ووفقا لـ”بي بي سي”، قبل اختفائها مباشرة، تم تصوير نيكا، مساء 20 سبتمبر، بالقرب من حديقة لاله في وسط طهران، وهي تقف على حاوية قمامة وتشعل النار في حجابها. وهتف آخرون من حولها “الموت للديكتاتور” في إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي.

لكن “بي بي سي” أوضحت أنه ما لم يكن من الممكن أن تعرفه شاكارامي في ذلك الوقت هو أنها كانت تحت المراقبة، كما يوضح التقرير السري.

وتقول الوثيقة الموجهة إلى القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني إن عدة وحدات أمنية كانت تراقب التظاهرة، ومن بينها “الفريق 12” الذي اشتبه في أن المراهقة “تتولى قيادة الاحتجاجات، بسبب سلوكها غير التقليدي ومكالماتها المتكررة بهاتفها المحمول”.

وأرسل الفريق أحد عناصره إلى الحشد، متظاهرًا بأنه متظاهر، للتأكد من أن شاكارامي كانت بالفعل إحدى قادة المظاهرة. وبعد ذلك، بحسب التقرير، تم إلقاء القبض عليها، لكنها هربت.

وكانت عمتها قد قالت في وقت سابق لـ”بي بي سي الفارسية” إن شاكارامي اتصلت بصديقة لها في تلك الليلة لتخبرها بأن قوات الأمن تطاردها.

وذكرت الوثيقة التي نشرتها “بي بي سي” أنه بعد مرور ساعة تقريبًا، تم رصد شاكارامي مرة أخرى، عندما تم احتجازها ووضعها في سيارة الفريق، وهي شاحنة تجميد لا تحمل أية علامات.

وكانت شاكارامي في المقصورة الخلفية مع ثلاثة أعضاء من الفريق 12، هم أراش كالهور، وصادق منجازي، وبهروز صادقي، كما يقول التقرير، وكان قائد فريقهم مرتضى جليل في المقدمة مع السائق.

ويقول التقرير إن المجموعة حاولت بعد ذلك العثور على مكان لأخذها، وحاولوا إقامة معسكر مؤقت للشرطة في مكان قريب لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب الاكتظاظ، لذلك واصلوا طريقهم إلى مركز احتجاز، على بعد 35 دقيقة بالسيارة”.

وأوضح التقرير أن قائد مركز الاحتجاز والذي وافق في البداية على قبول شاكارامي، غير رأيه بعد ذلك، وقال للمحققين أثناء إعداد التقرير: “كانت المتهمة تسب وتهتف باستمرار، وفي ذلك الوقت، كان هناك 14 معتقلة أخرى في المركز، وكان تصوري أنها تستطيع إثارة الآخرين وتسبب أعمال شغب”.

واتصل مرتضى جليل مرة أخرى بمقر الحرس الثوري الإيراني للحصول على المشورة، حسبما ذكر التقرير، وطُلب منه التوجه إلى سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، وفقا لـ”بي بي سي”.

وقال مرتضى جليل في شهادته للمحققين إن أحد أعضاء الفريق “تحرش” بشاكارامي في المقصورة الخلفية، وبعدها بدأت تسب وتركل، قبل أن يعتدوا عليها “بالضرب بالعصا”.

ومن مقصورة الشاحنة، أمر مرتضى جليل السائق بالتوقف، وفتح الباب الخلفي ليكتشف جثة شاكارامي هامدة. وقال إنه قام بتنظيف وجهها ورأسها من الدم، “وهما لم يكونا في حالة جيدة”. واعترف قائد الفريق في الوثيقة مرتضى جليل بأنه لم يحاول معرفة ما حدث، بحسب “بي بي سي”.

ويتناقض التقرير مع رواية الحكومة عما حدث لشاكارامي، إذ أنه وبعد مرور ما يقرب من شهر على جنازتها، بث التلفزيون الحكومي نتائج التحقيق الرسمي، الذي أفاد بأنها قفزت من أحد المباني حتى وفاتها، بحسب “بي بي سي”.

ووفقا لـ”واشنطن بوست”، وجه المدعون الإيرانيون اتهامات جنائية، الأربعاء، استهدفت نشطاء وصحفيين في أعقاب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أفاد بأن قوات الأمن المزعومة “اعتدت جنسيًا وقتلت” فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا خلال الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني في عام 2022.

وقالت الناشطة النسوية الإيرانية، مريم بنيهاشمي، التي تعيش في سويسرا، لموقع “الحرة” إن “هذه الوثيقة سواء كانت صحيحة أم لا لا تعبر عن جزء بسيط مما تواجهه النساء على يد السلطات الأمنية في إيران.”

وأضافت أن “ما تفعله السلطات بكل أريحية يمثل نهجا طبيعيا بل وبطوليا في نظر البعض، لأنهم يرون أن هذه النساء ما هم إلا فتيات ليل يجب معاقبتهن حتى لا يخرجن عن النظام ثانية ويصبحن عبرة للجميع”.

وتابعت أن “الأمر لا يتعلق بفكرة حقوق النساء فقط، بل يرتبط بمعارضة النظام، لأن الرجال يواجهون مصير النساء من تعذيب وانتهاك وقتل أيضا لمجرد معارضتهن للنظام الحاكم، وهذا ما تؤكده تقارير المنظمات الدولية”.

وتوضح بنيهاشمي أن “النظام الإيراني يعاني حاليا بالتحديد من حالة واضحة من الخلل الداخلي بسبب ارتفاع موجة الغضب كل يوم نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، وأخيرا ما حدث مع إسرائيل”.

وقالت: “والقائمون على السلطة يدركون جيدا أن بقاءهم يرتبط ارتباطا وثيقا بقمع الشعب، لذلك فمهما تحدث العالم ووسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية، لن يرضخ النظام الإيراني لمنح الرجال أو النساء حقوقهن على الملأ”.

وأضافت أن “الأمر أصبح لا يقتصر على النشطاء والنشاطات فقط، بل يمتد لعائلاتهم وأصدقائهم، موضحة أنه يتم القبض على الكثيرون لتهديد النشطاء بمن في ذلك من هم خارج البلاد، فالقمع يزداد كل يوم ويصبح أكثر عنفا ووضوحا”.

المصدر : الحرة 

اقرأ أيضا