أثار اكتشاف طبي نادر دهشة الأطباء بعد العثور على كتلة ضخمة تنمو داخل بطن رضيعة، بلغ وزنها نحو 550 غرامًا. الحالة سُجلت لطفلة لم يتجاوز عمرها سبعة أشهر عندما لاحظ والداها تورّمًا غير طبيعي في بطنها، ما استدعى نقلها بشكل عاجل إلى المستشفى.

وبحسب التقارير الطبية، استمرت الكتلة في النمو خلال الأشهر التالية، بالتزامن مع إصابة الطفلة بعدوى متكررة في الجهاز التنفسي العلوي على مدى ثلاثة أشهر. ورغم أن نموها كان طبيعيًا حتى عمر سبعة أشهر وبلغ وزنها آنذاك 9.5 كيلوغرام، إلا أن وزنها انخفض لاحقًا إلى 8.8 كيلوغرام عند فحصها في عمر 11 شهرًا ونصف.


المثير للانتباه أن الرضيعة لم تُظهر أعراضًا مقلقة أخرى، إذ لم تعانِ من مشكلات في الجهاز الهضمي أو البولي، كما جاءت صورة الأشعة على الصدر طبيعية، ولم تكشف تحاليل الدم عن أي مؤشرات غير اعتيادية.
غير أن الفحص عبر التصوير الطبقي المحوري باستخدام مادة ظليلة كشف عن وجود كتلة كيسية كبيرة متعددة الحجرات، ذات جدران سميكة، كانت تضغط على الأعضاء الداخلية في البطن وتزيحها عن مواقعها الطبيعية.

وبعد سلسلة من الفحوصات، شخّص الأطباء الحالة على أنها النسيج العصبي الدبقي المنتبذ، وهي حالة خلقية نادرة وغير خبيثة، تنمو فيها أنسجة دماغية ناضجة خارج الدماغ والحبل الشوكي. وعادة ما تُرصد هذه الحالة في منطقة الرأس أو العنق، إلا أن هذه الحالة كانت استثنائية، إذ وُجد النسيج العصبي عميقًا داخل البطن في منطقة خلف الصفاق.
وتُعد هذه الحالة شديدة الندرة، إذ لم يُسجَّل سوى ست حالات مشابهة فقط في الأدبيات الطبية الإنجليزية حتى الآن.
وتدخل فريق جراحي متخصص لإزالة الكتلة عبر شق في الجزء العلوي من البطن، حيث جرى فصل الورم بعناية عن الأوعية الدموية الرئيسية، وإبعاده عن الكلية اليسرى والغدة الكظرية والطحال والبنكرياس وأعضاء الحوض، قبل استئصاله بالكامل بنجاح.
وبعد الجراحة، تمكنت الطفلة من الرضاعة بعد 12 ساعة فقط، وتعافت دون أي مضاعفات تُذكر، وخرجت من المستشفى بعد أربعة أيام. وأظهرت الفحوصات اللاحقة أنها استعادت نشاطها الطبيعي وبدأت في زيادة وزنها من جديد.
ويُعتقد أن هذه الحالة النادرة عولجت في ولاية آسام شمال شرقي الهند، لتسجّل واحدة من أغرب وأندر الحالات الطبية في السنوات الأخيرة.













