يُعزى الانتصار “المفاجئ” الذي حققه الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، في الانتخابات النصفية، إلى نحو 40 مليار دولار منحها له الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
ووفق تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن عبارة “الدولار يتحدث دائماً في النهاية”، التي وردت في كتاب ترامب “فن الصفقة” عام 1987، تأكدت صحّتها في الأرجنتين التي كانت على موعد وفق كل المؤشرات على سقوط “مدو” لميلي في الانتخابات.
وكان الرئيس الأمريكي قد تعهّد بالتخلي عن حليفه إذا ما باءت محاولات “الليبرالية المتطرفة” بالفشل في التصويت التشريعي الحاسم يوم الأحد، كما كان متوقعاً على نطاق واسع. وأعلن ترامب عندما زاره رئيس الأرجنتين في واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر لطلب المساعدة الاقتصادية: “إذا لم يفز، فسنرحل”.
وتفاقمت مشكلات ميلي السياسية في الأشهر الأخيرة، مع تزايد الإحباط العام من تباطؤ الاقتصاد الأرجنتيني، ما أدى إلى توترات في السوق وهزيمة نكراء في انتخابات مقاطعة بوينس آيرس في سبتمبر.
وتدخّل ترامب بعد تلك النتيجة المهينة، عارضاً صفقة تبادل عملات بقيمة 20 مليار دولار (15 مليار جنيه إسترليني) و20 مليار دولار أخرى لدعم اقتصاد ادعى أنه “يحتضر”، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي أشار إلى أن هذا “الكرم” سيتبخر إذا لم يحقق ميلي فوزاً كبيراً يوم الأحد.
واتهم معارضو ميلي ترامب بالتدخل السافر في العملية الانتخابية الأرجنتينية برسالته الصريحة للناخبين. وتوقع البعض رد فعل عنيفاً ضد الرئيس الأمريكي، مشابهاً لما شهدته البرازيل المجاورة نتيجة محاولة واشنطن الفاشلة لإجبار سلطاتها على التخلي عن محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو بتهمة الانقلاب.
لكن ليلة الأحد، لم تكن هناك أي مؤشرات تُذكر على رد فعل انتقامي من جانب الناخبين على تدخل ترامب، بل إن البعض ظن أن هذه الحيلة ربما تكون قد نجحت في التأثير في عقول الناخبين.
وأعرب دييغو غيلار، السياسي الأرجنتيني والسفير السابق لدى الصين والولايات المتحدة، عن استيائه من تحذير ترامب للناخبين “بضرورة التصويت لصديقه وإلا سيتخلى عنهم”.
إلا أن غيلار رأى أن “التدخل المباشر” للرئيس الأمريكي، وإن كان “فظيعاً”، قد نجح، إذ تقبّل الناخبون “الحاجة إلى المساعدة الأمريكية” وألقوا باللوم في الأزمة الاقتصادية على المعارضة.
وحصد حزب ميلي الليبرالي، “لا ليبرتاد أفانزا” (الحرية تتقدم)، ما يقارب 41% من الأصوات، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوقع بعد فترة عصيبة من فضائح الفساد والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، مقارنة بنسبة 32% التي حققها منافسوه البيرونيون.
وارتفعت سندات الأرجنتين وأسهمها وعملتها، البيزو، يوم الاثنين، مع احتفال ميلي بما وصفه بإثبات نجاح حملته “العلاجية بالصدمة” التي استمرت عامين.
ووفق وينتر، فإن الفوز بكل الأحوال سيُنسب إلى ترامب، خصوصاً أن “البيت الأبيض يستخدم سياسة الترغيب والترهيب في أمريكا اللاتينية أكثر من أي بيت أبيض آخر منذ ما يقارب 50 عاماً”.
لكن في الواقع، فإن التركيز الشديد غير المتوقع من جانب ترامب على أمريكا اللاتينية، الذي يشمل أيضاً الحشد البحري المثير للجدل قبالة سواحل فنزويلا، واتهام زعماء المكسيك بالارتباط بتجارة المخدرات، والتهديد باستعادة قناة بنما بالقوة، وفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على البرازيل، قد لا يكسبه، باستثناء حركة ميلي، العديد من الأصدقاء في المنطقة.













