في زمن أصبحت فيه الشاشات أكثر حضورًا من اللمسات، يكشف بحث جديد أن الهاتف الذكي بات ينافس — بل يتفوّق — على العلاقة الحميمة بين الأزواج. فبحسب دراسة حديثة أجرتها شركة التكنولوجيا العالمية OnePlus، يفضّل عدد متزايد من الأشخاص قضاء الوقت في التمرير اللانهائي على الهاتف بدل الانشغال بالجسد أو الاقتراب من الشريك.

وتُظهر نتائج الدراسة أن الناس يقضون 67.4 مليون ساعة يوميًا وهم في السرير، لا لممارسة الجنس أو تبادل الحنان، بل فقط لعمل Scroll على شبكات التواصل. هذا السلوك، رغم أنه يبدو عادة بسيطة، يترك أثرًا قويًا على الصحة الذهنية والجسدية: من النعاس وتشتت الذاكرة إلى تراجع القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات وتدهور عام في الحالة النفسية.

الدراسة، التي شارك فيها 2000 بريطاني، كشفت أن 28% من محبي التمرير على الهاتف يشعرون بإرهاق دائم، بينما يعاني 22% منهم من القلق والشعور بالضغط. والأسوأ أن 50% من المشاركين اعترفوا بأن تصفح الهاتف قبل النوم يقلل إنتاجيتهم خلال اليوم ويضعف قدراتهم الإبداعية.

وبالأرقام، يمضي الشخص العادي 96 دقيقة يوميًا على منصات التواصل، وغالبًا خلال اللحظات التي يفترض أن تكون مخصصة للراحة أو للتواصل مع العائلة. أما الصورة الأكثر صدمة فتظهر مع جيل Z، الفئة العمرية بين 18 و27 عامًا، حيث يقضي الشباب 143 دقيقة يوميًا في التمرير والمشاهدة عبر الإنترنت، وهو وقت يتفوّق بوضوح على الوقت الذي يخصصونه للعلاقة الجسدية.

والأكثر غرابة أن هذه النتيجة ليست مفاجئة للعلماء، إذ يدعمها بحث آخر يشير إلى أن 31% من مدمني الإنترنت يفضّلون الرسائل النصية والممارسات الجنسية الافتراضية عبر هواتفهم بدل الاقتراب الفعلي من شريكهم.

هذه الأرقام تكشف واقعًا جديدًا: التكنولوجيا لم تعد فقط منافسًا للحميمية، بل أصبحت عاملًا يسحب الرغبة، يشتت الانتباه، ويعيد تشكيل مفهوم المتعة لدى جيل اعتاد أن يُسعده الضوء الأزرق أكثر من دفء الجسد.














