تأثير التوتر والضغط النفسي على الأداء الجنسي لدى النساء

التوتر المزمن يقلّل احتمالات وصول النساء للنشوة بنسبة 40%

في حياة المرأة الحديثة، لم يعد النشاط الجنسي مرتبطًا فقط بالرغبة أو الانجذاب، بل أصبح مرآة لحالتها النفسية والعاطفية. فالتوتر والضغط النفسي، اللذان أصبحا جزءًا من روتين الحياة اليومية، لا يؤثران على المزاج أو الصحة فحسب، بل يمتدان ليطالان الأداء الجنسي، المتعة، وحتى القدرة على الوصول للنشوة.

أولًا: العلاقة بين العقل والجسد

التجربة الجنسية للمرأة هي عملية معقدة تجمع بين العوامل الجسدية والعاطفية والعقلية. التوتر النفسي يفرز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، التي تؤثر مباشرة على تدفق الدم، مرونة الأوعية، ومستويات الإثارة.
توضح الدكتورة ليلى منصور، معالجة نفسية مختصة بالعلاقات الزوجية:

“عندما تكون المرأة مضغوطة نفسيًا، فإن الجسم يدخل في حالة دفاعية، حيث يقل التركيز على المتعة ويصبح الهدف الأساسي هو التعامل مع التوتر، وهذا ينعكس سلبًا على الأداء الجنسي.”

ثانيًا: كيف يغيّر التوتر الرغبة الجنسية

التوتر المزمن لا يمنع المرأة فقط من الاستمتاع بالعلاقة، بل قد يؤدي إلى:

  1. انخفاض الشغف والرغبة
    • شعور المرأة بالإرهاق المستمر يقلل من استعدادها النفسي والجسدي لممارسة الجنس.
  2. تأخر أو صعوبة الوصول للنشوة
    • الدراسات تشير إلى أن النساء اللواتي يعانين من مستويات عالية من القلق أقل احتمالًا للوصول للنشوة بنسبة 30–40%.
  3. مشاكل الانسجام الجسدي مع الشريك
    • التركيز على المشاعر السلبية أو الضغوط يجعل التواصل الجسدي أقل سلاسة، ويؤثر على الاستجابة الجنسية للمرأة.

ثالثًا: أسباب التوتر الشائعة لدى النساء

  • الضغوط المهنية: العمل لساعات طويلة، والتحديات المستمرة في المكاتب، أو الشعور بعدم التقدير.
  • المسؤوليات المنزلية والأمومة: محاولة التوفيق بين الأسرة والعمل تخلق حالة مستمرة من القلق.
  • الصحة النفسية والعاطفية: الاكتئاب، القلق الاجتماعي، أو الصدمات العاطفية السابقة.
  • الضغوط المجتمعية: القوالب النمطية حول الجمال، المثالية في الأمومة، أو الانطباع المثالي في العلاقة الزوجية.

كل هذه العوامل تتجمع لتخلق حالة من الإرهاق النفسي، تؤثر بدورها على الرغبة والمتعة الجنسية.

رابعًا: كيف يؤثر التوتر على المتعة الجنسية؟

تشير الدراسات إلى أن المتعة الجنسية لدى المرأة تعتمد بشكل كبير على شعورها بالأمان والراحة النفسية. عندما يسود التوتر:

  • تقل القدرة على التركيز على الأحاسيس الجسدية.
  • يزداد الإحساس بالتوتر العضلي في منطقة الحوض، مما يقلل من الحساسية.
  • قد يظهر شعور بالذنب أو الخجل بسبب الرغبة الجنسية، خصوصًا لدى النساء اللواتي تربين على مفاهيم دينية أو اجتماعية صارمة.

الدكتورة هالة زيدان، معالجة سلوكية، توضح:

“الجسد لا ينسجم مع العقل المضغوط. الرغبة الجنسية هي انعكاس لتوازن داخلي؛ إذا اختل التوازن، تنخفض الطاقة الجنسية.”

خامسًا: استراتيجيات للتخفيف من تأثير التوتر على الحياة الجنسية

هناك عدة طرق علمية وعملية يمكن للمرأة اعتمادها لتقليل تأثير الضغوط على حياتها الجنسية:

  1. ممارسة الرياضة بانتظام
    • التمارين الهوائية وتمارين القوة تحرر هرمونات السعادة مثل الإندورفين، وتحسن تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما يعزز الإثارة.
  2. تقنيات التنفس والاسترخاء
    • التنفس العميق، التأمل، واليوغا تساعد على تهدئة العقل والجسم قبل العلاقة الجنسية.
  3. إعادة ترتيب الأولويات
    • تحديد وقت مخصص للحميمية مع الشريك، بعيدًا عن المشتتات والعمل، يعزز التواصل الجسدي والنفسي.
  4. التواصل مع الشريك
    • الحديث عن الضغوط النفسية والمشاعر الداخلية يخفف من العبء النفسي ويقوي الألفة والحميمية.
  5. استشارة مختص
    • العلاج النفسي أو الاستشارات الجنسية يمكن أن يساعد النساء على تجاوز التوتر واستعادة متعة العلاقة.

سادسًا: أهمية الصحة النفسية للمرأة في الحياة الجنسية

الحفاظ على الصحة النفسية ليس رفاهية، بل عامل رئيسي في تعزيز الرغبة الجنسية والاستمتاع بالعلاقة. المرأة التي تعتني بعقلها، جسدها، وعواطفها، تكون أكثر استعدادًا لتجربة الإثارة والمتعة بشكل طبيعي ومستمر.

كما تشير الأبحاث إلى أن العلاقة بين الصحة النفسية والطاقة الجنسية ثابتة عبر الأعمار، ما يعني أن الاهتمام بالمشاعر والتخفيف من الضغوط يجب أن يكون عادة مستمرة، لا مقتصرة على فترة معينة من الحياة.

الخلاصة

التوتر والضغط النفسي يؤثران على الأداء الجنسي للنساء بشكل مباشر.
فالجسم والعقل مترابطان، وكل شعور بالقلق أو الإرهاق يُترجم إلى انخفاض الرغبة، صعوبة في الاستجابة، أو حتى فقدان المتعة.

لكن هناك خبر جيد: بإدراك المشكلة، وتطبيق استراتيجيات فعّالة مثل الرياضة، التنفس، التواصل، وإدارة الوقت، يمكن للمرأة استعادة رغبتها الجنسية وقوتها الأنثوية.

حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع Dailybeirut وارفاقه برابط الخبر.

اقرأ أيضا