لطالما افترضت النظريات التقليدية أن تفضيلات الرجال الجنسية تتشكل بناءً على سمات أنثوية محددة—مثل انخفاض نسبة الخصر إلى الورك، وارتفاع نبرة الصوت، وملامح الوجه الأنثوية—وذلك لارتباطها المفترض بالنجاح الإنجابي. إلا أن مراجعة علمية حديثة قادتها الباحثة ليندا ليدبورج من جامعة دورهام البريطانية، تقوّض هذا التصور السائد.

وبحسب المراجعة، التي حلّلت بيانات نحو 125 ألف امرأة من 16 دولة، وجد العلماء أن الروابط بين السمات الجسدية الأنثوية والخصوبة ضعيفة للغاية أو غير موجودة. بل على العكس، تشير النتائج إلى أن النساء ذوات نسبة الخصر إلى الورك الأعلى (أي خصر أقل وضوحا) كنّ أكثر إنجابًا، وهو ما يتعارض مباشرة مع النظرية الكلاسيكية التي ترى أن الخصر النحيف علامة على الخصوبة.

كما كشفت الدراسة أن مؤشرات أخرى مثل حجم الثدي ونبرة الصوت وطول الأصابع أظهرت نتائج متضاربة، ولم تقدّم أي من الدراسات دليلاً حاسماً على ارتباط ملامح الوجه الأنثوية بالخصوبة، رغم انتشار هذا المفهوم في أدبيات علم النفس التطوري.


مع ذلك، تعترف المراجعة بوجود قيود منهجية مؤثرة؛ إذ إن غالبية الدراسات أُجريت في دول متقدمة حيث تنتشر وسائل منع الحمل بشكل واسع، وهو ما يجعل قياس الخصوبة الطبيعية أكثر تعقيدًا، ويحدّ من القدرة على استخلاص استنتاجات نهائية حول العلاقة بين الجاذبية والإنجاب.

وتفتح هذه النتائج الباب أمام إعادة النظر في العديد من الفرضيات المتوارثة حول الجاذبية والتطور البشري، مع دعوات لمزيد من الأبحاث في بيئات متنوعة ثقافيًا وديموغرافيًا.














