ظهرت في متاجر صغيرة بلندن، ألواح شوكولاتة سنيكرز بعبوات مكتوبة بالكامل تقريبًا باللغة الروسية، في مشهد يسلّط الضوء بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، على صعوبة عزل اقتصاد كبير مثل روسيا عن التدفقات التجارية العالمية، على الرغم من العقوبات الواسعة المفروضة بسبب الحرب في أوكرانيا.
المنتجات تبدو للوهلة الأولى عادية، لكنها تحمل تسميات روسية مثل” أبيض” و”بطعم البلومبير” وهو نوع آيس كريم سوفياتي تقليدي.
وتفتقر هذه العبوات إلى بيانات المكونات والتحذيرات باللغة الإنجليزية، ما يشكّل خرقًا لقوانين الوسم الغذائي في بريطانيا، بحسب السلطات المحلية.
وتأتي هذه الظاهرة في وقت توقفت فيه سلاسل كبرى عن بيع المنتجات الروسية منذ 2022، شملت الأغذية والكحول.
ممارسات الوسطاء
ورغم أنّ العقوبات لا تستهدف معظم المواد الغذائية مباشرة، فإنّ روسيا فرضت بدورها قيودًا على تصدير عدد من المنتجات إلى أوروبا.
شركة مارس وريغلي، المصنّعة لسنيكرز، أوضحت أنها لا تُنتج هذه العبوات في المملكة المتحدة، وأنها منذ مارس 2022 أوقفت الاستيراد والتصدير من وإلى روسيا، لكنها واصلت الإنتاج داخل السوق الروسية لتوفير الغذاء، مؤكدة أنّ أرباحها هناك تُخصص لأغراض إنسانية.
وأضافت أنها لا تستطيع منع وسطاء من شراء المنتجات في روسيا أو دول مجاورة مثل بيلاروسيا، وإعادة بيعها في أوروبا.
غير أنّ خبراء انتقدوا استمرار الروابط التجارية غير المباشرة مع روسيا.
وقال أكاديميون، إنّ شراء هذه المنتجات يعني، بشكل غير مباشر، دعم الاقتصاد الروسي، ما يطرح إشكالًا أخلاقيًا في ظل الحرب.
وتُباع هذه الألواح في متاجر صغيرة فقط، حيث أكد أصحابها أنهم اشتروها بحسن نية من موزعين متخصصين.
ويرجّح خبراء أنّ وسطاء غذائيين استغلوا فارق السعر، إذ تُباع ألواح سنيكرز الكبيرة في بريطانيا بسعر أعلى بنحو الثلث مقارنة بروسيا.
مسؤولو حماية المستهلك أكدوا رصدهم الظاهرة، محذرين من أنّ بيع منتجات بلا معلومات إنجليزية، خصوصًا المتعلقة بمسبّبات الحساسية، غير مسموح قانونًا.
وأشار أحدهم قائلًا لـ”نيويورك تايمز”، إنه يحتفظ بلوح سنيكرز الروسي كدليل في التحقيق، مضيفًا بسخرية: “الأرجح أنه سيذهب إلى ملف القضية، لا إلى معدتي”.













