fbpx
مارس 28, 2024 5:52 م
Search
Close this search box.

بغياب الغاز الروسي.. هل تتكيف أوروبا مع البرد؟

القفزات التي شهدتها أسعار الغاز أدت إلى اضطراب الأسواق العالمية، وسببت تداعيات ملموسة ومكلفة للغاية، وفي حين جمدت دول مثل إسبانيا وفرنسا أسعار المستهلكين، فإن دولاً أخرى مثل بلجيكا سمحت للشركات المزودة إلى حد ما بتحميل الزبائن الزيادة في الأسعار.

يقول غراهام فريدمان، المحلل في شركة «وود ماكينزي»، الذي يدرس سوق الغاز الطبيعي منذ 40 عاماً، «لم أشهد قط فترة بهذا الاضطراب».

بسبب جنون الأسعار اضطرت مصانع إلى التوقف خصوصاً في قطاع الكيماويات الألماني، الذي اعتمد على الغاز الروسي منذ الحقبة السوفييتية، ورغم ذلك تسنى ملء الاحتياطيات الأوروبية إلى أقصاها في الصيف، بفضل آخر إمدادات الغاز الروسي، ولم يعانِ أحد من انقطاع الطاقة.

يقول سيمون تاغليابيترا من مركز «بروغل» للأبحاث في بروكسل: إنه «حتى فبراير، بدت فكرة أن أوروبا تستطيع الاستمرار بدون الطاقة الروسية مستحيلة» لكن «المستحيل صار ممكناً»، وقد حالف الحظ الأوروبيين أيضاً، فقد أخر اعتدال الطقس في الخريف استعمال وسائل التدفئة.

حدث مفاجئ

لكن ما حدث كان مفاجئاً، إذ خفضوا إلى حد كبير استهلاك الطاقة: – 20 % بالنسبة للغاز في الاتحاد الأوروبي من أغسطس حتى نوفمبر مقارنة بالسنوات الخمس السابقة، بحسب «يوروستات».

واضطرت أوروبا إلى تعويض الفارق عن خفض الإمدادات الروسية عبر الغاز الطبيعي المسال، الذي اعتاد الاتحاد الأوروبي تجنبه لارتفاع تكلفته، لكن ذلك لم يكن خالياً من الآثار السلبية، فقد «بدأت أوروبا تدفع أكثر من آسيا في مقابل الغاز، ولم تستطع دول مثل الهند وباكستان المنافسة» كما يؤكد غراهام فريدمان.

كذلك، للأمر تداعيات مناخية، فبسبب نقص الغاز الطبيعي المسال باتت البلدان الأقل ثراء تحرق المزيد من الفحم.

2023

في الشتاء المقبل والشتاء التالي، لن يكون هناك المزيد من الغاز الروسي لملء الخزانات خلال الربيع والصيف، وتوضح لورا بايج الخبيرة في قطاع الغاز في شركة «كبلر» أنه كلما كان الشتاء أكثر برودة، سيتعين شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال منذ الربيع، وستشتد بالتالي «المعركة» بين أوروبا وآسيا.

يوافق غراهام فريدمان على ذلك قائلاً «لا يوجد ما يكفي من الغاز في العالم لتعويض الغاز الروسي». ولن تنتج مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة ملايين الأطنان الإضافية حتى عام 2025 أو 2026. بحلول ذلك الوقت هل يتعلم الأوروبيون العيش، في ظل 18 درجة مئوية تحت الصفر؟

اقرأ أيضا