fbpx
مارس 29, 2024 8:28 ص
Search
Close this search box.

بلديات ساحل الزهراني: جمع النفايات على عاتق الأصدقاء

نفايات

انضمّ العمل البلدي إلى لائحة القطاعات التي تنتظر التبرّعات لتسيير أعمالها، خصوصاً بعد نفاد عائدات الصندوق البلدي المستقلّ. وعلى الرغم من أنّ البلديات تحصر عملها منذ شهور بجمع النفايات والتصليحات الأساسية، إلا أنّها باتت أقرب إلى إعلان استسلامها حتى أمام هاتين المهمتين، بما أنّ التصدي لهما بات يحتاج إلى البحث عن وسائل تمويل غير معتادة مثل طلب المساعدة.

بلديات منطقة الزهراني يمكنها أن تشكل مثالاً على هذا الأمر، بعدما أعلنت عجزها عن حلّ أزمة النفايات المتراكمة فيها، إذ تعثرت عملية جمع النفايات من الأحياء بسبب عدم قدرتها على شراء المازوت لتسيير شاحناتها. لم يكن أمامها إلا اللجوء لطلب المساعدة في محاولة تقديم حلول جزئية للأزمات اليومية.

مساهمات الأصدقاء

يؤكد رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر أنّ التصدّي للعمل البلدي «حتّم على عدة مجالس إيجاد الحلول بأنفسها، بمبادرات شخصية، لتشغيل الخدمات الحيوية الأساسية في نطاق بلدياتهم وإلّا كان الوضع ليكون كارثياً». جمع النفايات المنزلية لم يكن ليحصل منذ أشهر «لولا مساهمات الأصدقاء، إن كان من أصحاب رؤوس الأموال في كلّ بلدة أو من أبنائها المغتربين» بحسب مطر، لافتاً إلى مسؤوليات باتت تُلقى على عاتق البلديات في ظلّ الأزمة الحالية مثل «إيصال المياه وتصليحات الكهرباء وحتى المساعدات الإنسانية».
بدوره يشكو رئيس بلدية الصرفند علي حيدر خليفة من أن مسؤوليات الوزارات باتت «تُرمى على عاتق البلديات»، مختصراً مهمّته اليومية بـ«تأمين المازوت لسيارات جمع النفايات وصيانتها، وتأمين أجور العمال اليوميين لعدم تراكم النفايات ولا سيما مع انتشار الأوبئة». ومع ارتفاع أسعار المحروقات وصيانة السيارات المرتبط بالدولار بسعر صرف السوق الموازية، لم تجد البلديات أمامها كخيار تمويلي قانوني إلّا المساعدات المالية من المقتدرين في مجتمعاتهم. في حسابات سريعة «تحتاج بلدية بحجم الصرفند أو البيسارية إلى 6 أو 7 نوبات عمل لتغطية جميع أحياء البلدة وتفرّعاتها، أي 6 أو 7 تنكات مازوت أي 150 دولاراً يومياً، هذا إذا لم نحتج إلى مركبات كبيرة لإزالة النفايات، وفي حال لم نحتسب أجور العمّال اليومين».

لجنة وبيان
في بلدة السكسكية، جارة الصرفند، الأمور أكثر تنظيماً بعدما تمّ إنشاء لجنة من قبل فعاليات البلدة حملت اسم «وتعاونوا»، لجمع المساهمات غير الإلزامية من سكّان البلدة. يوضح رئيس البلدية محمد عامر ظروف ولادة هذه المبادرة التي «جاءت بعد تأخر وزارة الداخلية والبلديات في صرف المستحقّات العائدة للبلديات، وإصدار قانون الشراء العام ودخوله حيّز التنفيذ من دون مراسيم تطبيقية تسمح لنا بصرف أموال الصندوق البلدي القليلة في الأساس. فاضطررنا للطلب من فعاليات البلدة مساندتنا، فكانت اللجنة المحلية». وفيما تُنهي اللجنة شهرها الأوّل في مشوارها الطويل «لاقت قبولاً بين الأهالي مع تحديد مبلغ شهري، كـ50 ألف ليرة في الحدّ الأدنى عن كلّ منزل، ووصلت بعض المساهمات إلى ملايين الليرات من البيت الواحد».

أما في البابلية، فقد فضّلت البلدية عدم إنشاء لجنة أو تنظيم جباية، كما الحال في بلدة السكسكية، بل تركت الأمر للمبادرات الطوعية وحسّ المسؤولية من قبل المواطنين. لكنها أعلنت في بيان عن استقبالها المساهمات الماليّة من سكّان البلدة، شارحة أسباب الأزمة ومخاطر تراكم النفايات.

نحو خفض إنتاج النفايات
بالتوازي، تستعدّ أربع بلدات في ساحل الزهراني للبدء بمشروع تسبيخ النفايات العضوية ضمن مشروع «تحويل النفايات عبر التشجيع على إعادة استخدامها وتدويرها»، بتمويل من «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية». المشروع الذي سيستمرّ حتى عام 2025 يطاول تجمّع بلدات السكسكية، الصرفند، اللوبية وأنصارية. هدف المشروع ليس فقط التشجيع على فرز النفايات وإعادة استخدامها وتدويرها، بل أيضاً خفض مجمل إنتاج النفايات، وتحويل النفايات العضوية منها إلى سماد عضوي في المعمل الذي شُيّد في بلدة أنصارية. في هذا السياق يأتي هذا المشروع كقشة يتعلّق بها الغريق على ما أشار رئيس إحدى البلديات، راجياً من الأهالي التعاون ومتمنّياً أن يستمرّ المشروع بعد انتهاء مدة التمويل وأن لا يتوقف كغيره من المشاريع.

نظمية درويش-الاخبار

اقرأ أيضا