fbpx
مارس 28, 2024 12:03 م
Search
Close this search box.

غداة تحذيرات الصّندوق.. الحكومة: فلنرفع الأجور!

ميقاتي

وجّه صندوق النقد الدولي رسائل خطيرة وحازمة الى السلطات اللبنانية محذرا اياها من الاستمرار على هذا النمط في التعاطي مع الازمة الاقتصادية الحادة التي تضرب البلاد. فقد نبّه رئيس بعثة الصندوق أرنستو راميريز ريغو، خلال مؤتمر صحافي، في ختام زيارة لبيروت شملت لقاءات مع مسؤولين وجهات عدة من أن “لبنان يمر بلحظة خطيرة للغاية، في ظل انهيار اقتصادي متسارع، وأن التقاعس عن تطبيق الإصلاحات من شأنه أن يدخل البلاد في أزمة لا نهاية لها”. وقال “نعتقد أن لبنان يمر في لحظة خطيرة للغاية، عند مفترق طرق”، مضيفا “الستاتيكو القائم والتقاعس عن اتخاذ إجراءات مطلوبة من شأنه أن يدخل البلاد في أزمة لا نهاية لها”. وتابع “مر عام تقريبا منذ ان توصلنا الى اتفاق”، مشيرا الى أن “اللبنانيين أحرزوا تقدماً لكن للأسف التقدم بطيء جدا بالنظر إلى مدى تعقيد الوضع”. وقال “البلد في أزمة كبيرة، والمتوقع كان أكثر من ذلك بكثير لناحية تطبيق وإقرار التشريعات المرتبطة بالإصلاحات”. وشدد ريغو على أن “أي حل للأزمة الاقتصادية الراهنة يجب أن يشمل تعديل السياسات المالية ومعالجة خسائر القطاع المصرفي وتوحيد سعر الصرف”، معتبرا أن “صغار المودعين هم الأكثر تضررا ويعانون أكثر مما ينبغي”. ودعا الحكومة إلى وجوب “التوقف عن الاقتراض من المصرف المركزي”.

لكن اين هي الدولة من أجراس الانذار هذه، التي يدقها منذ سنوات، ليس الصندوق فقط، بل دول العالم قاطبة؟! هي تواصل الحفر في داخل البؤرة التي تغرق هي وتُغرق اللبنانيين فيها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
فعلى سبيل المثال، وفي ظل غياب اي اصلاح جدي، تتهيأ الحكومة لرفع رواتب القطاع العام! في جلسة تعقدها الاثنين المقبل مبدئيا، افيد انها ستبحث في مشروع احتساب الحوافز الاضافية للرواتب وفق تصنيف الموظفين من الفئة الاولى الى الرابعة منها، وهي تتراوح بين 300 دولار اميركي للفئة الأولى وتصل الى 100 دولار للفئة الخامسة بفارق خمسين دولاراً بين كل فئة وأخرى. وتردد ان راتباً رابعاً اضافياً سيُعطى لكل موظف وانّ كلفة النقل لن تتبدل وهي كناية عن خمس ليترات بنزين عن كل يوم عمل تحتسب وفق المعدل الشهري لسعر الصفيحة في نهاية كل شهر وتدفع بالليرة اللبنانية.

وفي مقابل هذه المصاريف، لا تُدخل الدولة الى خزانتها الا مبالغ بسيطة لا تُحتسب وتتّكل على “طبع الليرة”، متسببة بانهيارها اكثر، ما يعني أنها تعطي الناس “في يد” وتأخذ منهم من “اليد الاخرى”!

أما عمل المجلس النيابي اصلاحيا، فيساوي صفرا. هو لا يجتمع بفعل الشغور الرئاسي، واذا اجتمع فإنه يقر قوانين لا تتلاقى وما يطلبه الصندوق او ما تتطلّبه مقتضيات الاصلاح والانقاذ.

هذه المعادلة التي تحكم الواقع اللبناني الاقتصادي “مثالية” لإيصال لبنان الى الارتطام الكبير الذي بلغه اصلا، تتابع المصادر، فهل تستفيق الطبقة الحاكمة وتوقف مناكفاتها السياسية، رأفة بالناس، بما ان وقف الانهيار علاجه سياسي أوّلا، ويتطلب انتخاب رئيس للجمهورية؟!

لورا يمين-المركزية

اقرأ أيضا