fbpx
مارس 28, 2024 5:43 م
Search
Close this search box.

ماذا سمع الوفد النيابي في باريس بعد واشنطن؟

الوفد النيابي اللبناني

أجرى الوفد النيابي اللبناني الى باريس الذي ضم نواباً من معظم الكتل النيابية المعارضة لانتخاب سليمان فرنجية، العديد من اللقاءات بعد جولاته على استوكهولم وبروكسيل وواشنطن التي كان محورها الأساسي الانتخابات الرئاسية والوضع الاقتصادي والمالي والإصلاحات المطلوبة ووضع اللاجئين السوريين في لبنان.

وأشار النواب المشاركون في اللقاءات في وزارة الخارجية الفرنسية وفي مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الفرنسية ومع لجنتي الصداقة اللبنانية – الفرنسية في مجلسي الشيوخ والجمعية الوطنية، الى أن الفرنسيين أكدوا لهم أن فرنسا لا تدعم أياً من المرشحين وأن ما يهم باريس هو حصول الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن لأن وضع البلد لم يعد يتحمّل الانتظار. وأكد أعضاء الوفد الذين أعلنوا رفضهم ترشيح فرنجية أن الموقف الفرنسي في الخارجية والإليزيه هو نفسه وأن باريس تستمر في مشاوراتها مع الأطراف اللبنانيين وقد استقبلت الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعدداً من السياسيين اللبنانيين وستستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في ٢ حزيران المقبل، وشددوا على أن باريس لا تؤيّد ولا تسوّق ترشيح فرنجية وأن اقتراحها للرئاسة كان امتحاناً لمعرفة توزيع القوى على الساحة اللبنانية، وأنها ما زالت تتشاور مع الأطراف بغية إتمام هذا الاستحقاق في أسرع وقت.

وكشف أعضاء الوفد أنه خلال زيارتهم لواشنطن أكدت مصادر في الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة أوكلت الى باريس متابعة الملف الرئاسي نظراً الى معرفتها بالملف ولكنها نوّهت بأن باريس ذهبت بعيداً عندما طرحت اسم فرنجية ولا يوجد أي توافق داخل المجموعة الخماسية على دعمه. وأوضحت أنه يعود الى اللبنانيين أن يختاروا بأنفسهم الرئيس المقبل ولكن دون أي تدخل خارجي.
وأشار أحد أعضاء الوفد النائب غسان سكاف الى “أن المرشح الوحيد الذي سمع اسمه خلال مباحثات الوفد في واشنطن من قبل السلطات الأميركية كان قائد الجيش العماد جوزف عون ولكن دون إبداء أي تأييد أو رفض لهذا الترشيح”.

وشرح أعضاء الوفد النيابي أمام المسؤولين الفرنسيين أسباب تعطيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني موضحين أنهم لا يعارضون الحضور الى المجلس عندما يُحدَّد تاريخ لجلسة الانتخاب وأنه سيكون لديهم مرشح لمنافسة فرنجية. ونوّهوا بأن لا شيء في الدستور اللبناني يدعو الى تقديم المرشح الرئاسي ترشيحه قبل الجلسة وأن مطالبة الرئيس بري بالإعلان عن مرشح للمعارضة لفتح الجلسة غير قانوني.

وأوضحوا أنهم سيعلنون قريباً في بيان سيصدر عنهم ما توصّلوا إليه بالنسبة الى الزيارات التي قاموا بها للخارج. وأشار النائب فؤاد مخزومي الى “أن المجلس منقسم حالياً الى ثلاثة أطراف: ممانعة ومعارضة ومتردّدين، وأن المهم هو إقناع المترددين بالحضور والتصويت للمرشح الذي يمكنه إخراج البلد من أزماته ووضعه الهش”. وأشار الى “أن تأمين النصاب ما زال العقبة الرئيسية”، وقال “إن المعارضة ستحضر جلسات الانتخاب وليُنتخب من يحصل على الأكثرية” منوّهاً بأن “لا أحد حتى الآن يجمع حول اسمه ٦٥ صوتاً”. وأشار النائب الياس حنكش الى “أن التداول مستمر حول العديد من الأسماء وأن اسم الوزير السابق جهاد أزعور لم يسقط من التداول، والاتصالات مستمرة للتوافق على اسم مقبول من جميع أطياف المعارضة، والفرصة للتفاهم متاحة والاحتمال كبير بالوصول الى نهاية جيدة”. وهو تعبير صريح من المعارضة عن رفضها ترشيح فرنجية وقد اقتُرح العديد من الأسماء وفق أعضاء الوفد التي تحظى بإجماع داخلي على الأطراف الفرنسية التي شاركت في هذه اللقاءات. وتجدر الإشارة هنا الى أن مشاركة نائبة تكتل لبنان القوي ندى البستاني في هذه الاجتماعات عبارة عن محاولة لتوحيد الجهود لدى الأطراف المسيحية المعارضة لانتخاب فرنجية. غير أن التباين داخل نواب تكتل “لبنان القوي” عبّر عن خط آخر مناقض لخط باسيل، وهذا يطرح إمكانية توفير قسم من الكتلة العونية النصاب لانتخاب فرنجية.

ثم إن زيارة البطريرك الماروني لباريس قد تشكل منعطفاً بالنسبة الى سد الفراغ الرئاسي، والسؤال هو: ماذا سيكون عليه موقف البطريرك الذي يرفض أن يدعم اسم مرشح معيّن لكن يمكنه أن يقدّم أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظرته الى الواقع الماروني وتعقيدات انتخاب رئيس وحرصه على انتخاب شخصية مقبولة من جميع الأطراف، وقد تستظل باريس بالدعم البطريركي لتعلن أنها لا تفرض رئيساً على المسيحيين بل إنها تطلب من أكبر مرجعية مارونية أن تعكس أمام الرأي العام المسيحي الحاجة الملحّة لانتخاب رئيس لأن الساحة الداخلية عرضة للمخاطر في ظل التدهور المستمر.

ولكن يبدو أن هناك اقتناعاً لدى أعضاء الوفد النيابي بأن الحسم لن يكون قريباً وهو بالطبع بانتظار تدخل خارجي يحسم اسم الرئيس المقبل من خلال توافق إقليمي ودولي.

سمير توني – النهار

اقرأ أيضا