fbpx
مارس 29, 2024 4:34 ص
Search
Close this search box.

باسيل يرهن دعمه لفرنجية بشرطين… ماذا عن “التقدمي”؟

باسيل

ستكون الأنظار شاخصة إلى موقفين سياسيين محدّدين في المسار الراهن لرحلة الاستحقاق الرئاسي، وهما موقف التيار “الوطني الحر” وموقف الحزب “التقدمي الاشتراكي”، على اعتبار أن الطرفين اتّخذا من الوسطيّة تموضعاً لهما، كلٌّ على طريقته، من دون “توحيد المواقع” أو التشارك في وجهات النظر.

خرج وليد جنبلاط من الاصطفاف إلى جانب فريق المعارضة و”القوات اللبنانية” وتموضع في موقع “الواقعي” على حدّ تعبيره، فطالب بالحوار والتسوية، وطرح اسم شبلي ملاط لرئاسة الجمهورية، في حين ترك #جبران باسيل الثنائي الشيعي يخوض معركة ترشيح سليمان فرنجية وحيداً، وقرّر مفاوضة المعارضة وتحسين موقعه، ولكن من دون نتيجة فعلية.

في هذا السياق، نجحت “القوات” في تأكيد أسبابها المبدئية لرفض مفاوضة باسيل، انطلاقاً من أنّ الأخير ليس في وارد حرق الجسور نهائياً مع “#حزب الله”، ولجأت إلى ميدان التجربة لإثبات فكرتها، فكانت المفاوضات التي وصلت إلى أفق مسدود مع إعلان قياديي “التيار” رغبتهم في الاتفاق على شخصية من داخل “لبنان القوي” لا يُمانعها الحزب، ولا تشكّل تحدياً له، وهو الطرح الذي ترفضه “القوات”.

شرطان من “التيار” لدعم فرنجية
أوساط باسيل تتحدّث لـ”النهار” عن موقع “التيار” في النزال الرئاسي، وتُشير إلى أن “الموقف المعارض لفرنجية لم يتبدّل، وخيار دعمه ليس موجوداً؛ فالرفض على حاله بالرغم من “الإغراءات” التي قُدّمت لنا، والتي كانت عبارة عن مواقع رسمية”. لكن المصادر لا “تقطع كارتاً” لفرنجية، بل تقول إن “دعم الترشيح رهن ضمانات يقدّمها فرنجية وداعموه لإقرار اللامركزية المالية الموسّعة والصندوق الائتماني”.

عن “الشرطين” الأخيرين، تقول الأوساط نفسها إن فرنجية لا يرفضهما مبدئياً، لكن الكرة في ملعب الثنائي الشيعي، وحتى الساعة ما من ضمانات قدّمها الأخير في هذا الشأن. وتستطرد الأوساط في حديثها عن جديد العلاقة مع “حزب الله” لتقول إن “التيار” لا يُريد حرق الجسور مع الحزب ولا تحدّيه، علماً بأن النقاط الخلافية على حالها.

وعن الموقف الوسطيّ المستجدّ بعد محاولة التفاوض مع “القوات”، تُشدّد الأوساط على ضرورة الاتّعاظ من تجربة الأزمات التي واجهها عهد الرئيس ميشال عون؛ فالرئيس نبيه برّي، وانطلاقاً من معارضته لعون والتيار عرقل العهد، وبالتالي لا نُريد أن يكون ثمّة رئيس تحدٍ يواجهه برّي وغيره بطريقة التعاطي نفسها، فيتم تعطيل عهده.

وبالنسبة إلى طرح جهاد أزعور، تنفي الأوساط تراجع “التيار” عن دعمه، لا بل تؤكّد أن الاسم كان ضمن سلّة من الأسماء. لكن أزعور نفسه يرفض أن يكون مرشّح مواجهةٍ بوجه “حزب الله” وفرنجية، بل يسعى لأن يكون مرشحاً توافقياً، و”القوات” لم تُحاوره للوقوف عند وجهة نظره قبل ترشيحه.

كيف يردّ “التقدمي” على فرضيّة تصويته لفرنجية؟
من جهة “التقدمي”، فإن توجهات جنبلاط واضحة لجهة التموضع في الموقع الوسطيّ بعدما كان في صلب المعارضة وداعماً أساسياً لترشيح ميشال معوّض. من المعروف أن جنبلاط يقرأ التغيّرات الإقليمية قبل أن يلفح هواؤها لبنان. ومع حصول التقارب الإقليمي، وإهمال لبنان نسبيّاً مقارنةً بإيلاء سوريا واليمن أولوية مطلقة، بدأ جنبلاط يبحث عن التسوية لتجنيب البلاد عهداً رئاسيّاً مُمانعاً جديداً.

يعلم جنبلاط أن فرص وصول مرشّح معارض لـ”حزب الله” معدومة بشكل نهائي، والثنائي الشيعي ليس بوارد الدّعوة إلى جلسة انتخابية ينجح فيها مرشّح معارض له كمعوّض؛ وبالتالي، ينطلق جنبلاط برؤيته مُحاولاً تقريب “حزب الله” إلى ميدان التسوية لانتخاب رئيسٍ وسطيّ لا يُشكّل تحدياً لأحد، ويطرح اسم ملاط إلى جانب أزعور وغيره من الشخصيّات الاقتصادية التي لا خلفيّات سياسيّة اها يمكنها استفزاز أحد.

عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله يُشير إلى أن توصيف تموضع “التقدمي” في محور المعارضة أو المحور الممانع “غير دقيقٍ”، ويشدّد على وجوب تلقّف التسويات الإقليمية “الكبيرة والمتسارعة” لصياغة تسويات داخلية. ويلفت إلى أن الموقف ينطلق من تحسّس خطورة ما وصل إليه لبنان على المستويات كافة.

ويسأل عبر “النهار”: “هل سنُبقي على السقوف العالية في ظلّ انهيار البلاد، أو سنستفيد من التقارب الإقليمي لانتخاب رئيس جامع بالحدّ الأدنى، ليُعيد لبنان إلى عمقه العربي والدولي ويبدأ رحلة الإنقاذ؟”. ويرى أن “التنظير سهل، لكن لا أحد يملك الأكثرية. لذلك نحن ملزمون بالتوجّه نحو الواقعية، وهذا ما يدعو إليه جنبلاط منذ أول رحلة الاستحقاق، حينما التقى وفد “حزب الله” وباسيل”.

وعن تعنّت طرفي المعارضة والممانعة وإصرارهما على رأيَيْهما وعدم قبولهما بالتوجّه نحو الحوار والتسويات، قال عبدالله: “فليتحملّ كلّ فريق مسؤوليته تجاه التاريخ”.

إلى ذلك، يعتبر عبدالله السؤال عن احتمال تصويت “التقدمي” لفرنجية “افتراضياً”، ويُشير إلى أن “موقف جنبلاط كان واضحاً حينما زار فرنسا، ونقل وجهة نظر صريحة تقول بأننا لا نستطيع انتخاب رئيس لا تدعمه إحدى الكتل المسيحية ولا يتمتع بقبول عربيّ”.

وفي ختام حديثه، يؤكّد عبدالله “الاستمرار في الحثّ والضغط من أجل تسوية داخلية تأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية”، ولا يرى في غير ذلك سبيلاً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

في المحصّلة، فإن التسوية حتميّة انطلاقاً من مقاربة واقعيّة ومنطقيّة، فلا المعارضة بوارد انتخاب رئيسٍ يفرضه “حزب الله” وفق ما يبدو في المشهدية، ولا الثنائي باستطاعته عقد جلسة يوصل فيها مرشّحه، ممّا يطرح سؤالاً واقعياً إن كانت المرحلة تتطلّب خفض السقوف وفتح قنوات التفاوض؟

جاد فياض – النهار

اقرأ أيضا